الأجهزة الأمنية تسقط سماسرة لحوم البشر فى القاهرة والجيزة
كتب/ فادي محمد
لم يكن أمامهم سوى بيع أجسادهم للنجاة من الهلاك أغلقت الأبواب في عيونهم، وظل نور خافت تعلقوا به، معتقدين أنه طوق النجاة ولكن تجار لحوم البشر تلاعبوا بعقولهم وسيطروا عليهم، واستولوا على أعضائهم بثمن بخس وباعوها بالآلاف لآخرين وحققوا الثراء الفاحش بالتعاون مع مجموعة من الأطباء ومراكز التحاليل الطبية المشبوه.
الأجهزة الأمنية لم تكن بعيدة عن المشهد، ظلت تراقب وتتعقب آثار سماسرة لحوم البشر، وأسقطت اثنين من أكبر الشبكات العنقودية بنطاق محافظتى القاهرة والجيزة، وعثرت على قوائم تضم أطباء ومراكز طبية شهيرة تزاول النشاط المشبوه، وملفات لقرابة 150 ضحية، وأمرت النيابة العامة بسرعة ضبط العناصر الهاربة، واستدعاء الضحايا لسماع أقوالهم، وحبس المقبوض عليهم على ذمة التحقيقات في ضوء الاتهامات المنسوبة إليهم.
عصابة القاهرة
أكدت تحريات ومعلومات مباحث قسم شرطة الأزبكية تردد شخصين على منطقة ميدان رمسيس، لاستقطاب الشباب من العمالة محدودي الدخل الموجودين بالميدان، وحثهم على بيع أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما (نجار مسلح ومقيم بالإسكندرية، عامل مقيم بمدينة السلام محكوم عليه بالحبس سنتين في قضيتي سلاح).
وبمواجهتهما اعترفا بنشاطهما الإجرامي، بالاشتراك مع (جزار مقيم بإمبابة الجيزة له معلومات جنائية مسجلة، ومحكوم عليه بالسجن 15 سنة في قضية اتجار بالأعضاء البشرية) في تكوين تشكيل عصابي فيما بينهما تخصص نشاطه الإجرامي في ارتكاب جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية.
بداية القصة
ضُبط الأخير حال وجوده بدائرة قسم شرطة الأزبكية وبحوزته (سلاح أبيض عبارة عن سنجة)، وبمواجهته اعترف بنشاطه الإجرامي، وقرر أنه يعمل لصالح طبيب “تامر. ز” رئيس قسم زراعة الكلى بأحد المستشفيات بالمعادي، عن طريق وسيط يعمل موظفًا بذات المستشفى، وتقاضيه عمولة قدرها (10آلاف جنيه) عن كل متبرع، وأنه يصطحب المتبرعين لمعمل دكتورة “ميرفت. أ” كائن بالدقي، لإجراء التحاليل الطبية اللازمة، وأضاف بسابقة قيامه ببيع كليته منذ عشر سنوات بمعرفة الطبيب المذكور، ومنذ ذلك يزاول نشاطه في تجارة الأعضاء.
بتطوير مناقشته اعترف باستقطاب أربعة أشخاص لبيع أعضائهم (كلى) ووجودهم بشقة مستأجرة بمنطقة البراجيل بالجيزة، تمهيدًا لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، تم ضبطهم بإرشاده وهم (ثلاثة عمال أعمار 18 و22 و30 سنة ومقيمون بالجيزة ودمياط والقاهرة، وبصحبتهم نجار مقيم بدمياط له معلومات جنائية مسجلة، ومحكوم عليه بالحبس في قضيتي شيك وخيانة أمانة).
وبمواجهتهم اعترفوا، وأضاف الأخير بإجرائه عملية تبرع بكليته بتاريخ 22/ 2/ 2018 بأحد المستشفيات بالمعادي، بمعرفة الطبيب المذكور مقابل مبلغ مالي قدره (20 ألف جنيه) استلم منها (10 آلاف جنيه) وحضر اليوم لاستلام باقي المبلغ، واتُّخذت الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتكثيف الجهود لضبط الطبيب وصاحبة معمل التحاليل.
عصابة الجيزة
كما تتبعت إدارة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بقطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة “سعيد. م. م” عاطل؛ والذي يتزعم تشكيلًا عصابيًا (سبق ضبط ثلاثة من عناصره) تخصص في ارتكاب جرائم الوساطة والسمسرة والاتجار بالأعضاء البشرية محققين من وراء ذلك مكاسب مادية كبيرة.
وأسفرت الجهود عن ضبط المتهم وبتفتيش شخصه ومسكنه عثر على 100 ملف طبى شامل العديد من الأشعة والتحاليل الطبية لبائعي عضو الكلى، وكمية كبيرة من الأوراق والمستندات تحوى أسماء وبيانات مجموعة من الأطباء والوسطاء والسماسرة وبائعى أعضاء الكلى، ومبلغ 60960 جنيها من حصيلة نشاطه الإجرامى، ودفتر توفير باسم المتهم (زعيم التشكيل) يحوى إيداعات مالية كبيرة مطبوعة منسوبة لأحد المستشفيات خالى البيانات ومزيل ببصمة خاتم منسوب لذات المستشفى.
كما عثر على خطاب منسوب لأحد المستشفيات موجه إلى أحد أقسام الشرطة بطلب تحرير محضر إثبات حالة بتنازل أحد عملاء أفراد التشكيل عن إحدى كليتيه لشخص آخر (كإجراء صورى تتطلبه الجهات المختصة للموافقة على عمليات نقل وزرع الكلى)، قيد عائلى خالى البيانات ممهور ببصمة خاتم شعار الجمهورية يرجح تزويرها، و4 بطاقات رقم قومى وشهادة ميلاد خاصة بعملاء التشكيل العصابى.
وبمواجهة المتهم اعترف بنشاطه الإجرامى في مجال الوساطة والسمسرة والاتجار بالأعضاء البشرية، بالاشتراك مع أفراد التشكيل مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 80 إلى 100 ألف جنيه عن كل حالة.